أن يكون لكِ قرارٌ متأخر خير من أن لاتقرري أبداً
قالت: والحقيقة تخنق العبارات فيها ,هذا ماكان قراري وهو على علم ٍ أنا لاأتكلف الصمت,
بل كنت أمهله حيناً من الدهر , تشنجت كفاها من الغضب والدم لم يعد في عروقها يتدفق ,أصبحت كتمثال في هيئة بشر.
تصاعدت الذكريات في أقصاها ,ثمة تساؤلات كانت تلتهمها وكأنها تقتل أجزاء ً من عمرها
وأشياء أخرى كان لها مكانة بين أوراقها ,هاج فيها شعاع الحنين حتى أصبحت تناجي في
.الصخر آخر أنفاسها وصدى الكلمات التي تحيطها إلتبست بالغموض.
سكبت إليها ماقرأت يوماً ,من كتاب لأحدهم وهو يقول:
كل شيئ ياسيدتي قد تساوى الخير والشر, البر والبحر, العيش والموت
وبعد عشرين عاماً آخرين لا نعلم ماذا سيتساوى أيضاً.
كانت ترقب كلماتي بشيء من القبول المطلق حتى توقفت فجأة لتستعيد وعيها مع كلماتي وأطردت
تقول:مشكلتي يا صديقتي ليس لها حل ...إن تكلمت تألمت, وإن لم أتكلم أتألم
إن فتحت الأبواب كلها أغلقت في وجهي وإن لم أفتحها عاتبتني الحياة مسترسلة بالغضب الذي لا ينتهي,,إذن مـاذا تبقى .......
ها أنتِ تخبريني أن الموت والعيش توحدا , إذن فالموت في حضرة الكلام أفضل
مرت الايام يا صديقتي والأرض من تحتي لم تعد تحتمل هذا النزيف الذي أغرقها,
مرت السنين وانا لم اعد قادرة على تحمل هذا الحب المزيف ,,
كم كان موعد عمري معه أحلى موعدا أعطيته في حياتي.......لم أكن أعلم انه اسوأ موعدٍ في حياتي, فأين المفر من ذنب لم أقترفه وأين الطريق لأعيد لنفسي عمري واسمي وأحلامي وورودي
كـل شيئ من حولي يخيم عليه الخوف ....وانا لا أعرف ماذا يخيم عليّ.
وفجأة خيم عليها الصمت لا أعلم ماهو الشيء الذي أخرس الكلمات في صوتها
فاسترسلت معها لأشاركها مساحة العناء ......عليّ أستطيع أن أتجاوز المحنة معها ........
أفاقت بعد ذلك كأنها غابت عن الوعي للحظات
عاودت أنفاس حديثها وقالت:هنا أساور شوق وبوح وظلم ...هنا الوراء وراء الواقع
كلمات كتبتها يوما حياة اعتنقتها كظلي فأنهكتني أحمالها حتى تكلس فيّ الشعور
وباع العابرون أسرارنا علناً ,,ففي كل بقعة على سطح الأرض أناسٌ يذبحون والآخرون متفرجون
ولم تكذب علينا القصص والروايات ولم تخدعنا قصائد نزار.
أرأيتِ أن كل شيئ توحد وتبقى الأسرار لدى الناس تختلف لذا فكل شيء يا صديقتي مع الإسراف يضر وانا هنا وصل الإسراف مني حد العجز حتى أوشك التعفن يأكل مذكراتي وينهش ما تبقى من أوراقي.......
أصبح في مخيلتي كل شيئ دامس أصبحت أكره فتح النوافذ أصبحت لا اعرف النوم والحياة كنت اتمنى أن يزورني الموت في كل ليلة ,شرب اليأس من وجهي حد الثمالة حتى قضي علي الرحيل وحيدة......
فلم يعد الموت قادرٌ على تحمل موتي المستمر,,,,,,,ولم تعد يدي تستطيع ان تنتشل من بين الركام عكاز الصبر الذي كان يتخطى معي ذاك الألم,
لذا فقد اتخذت قراري..........لأسبق الزمان والمكان وأخوض في صباح جديد
ملءطريقي ياسمين...أناشد الحياة التي غابت عني,,,
لتعلمني أمنيات تخفف هذا الرحيل ,,فقد أكون يوما جسدا آخر لي وأبتاع إسما آخر
لا يربطني فيه تاريخ سأبحث عن وردة في حدائق حلمي لتتفتح على قراري من جديد
فكم أريد تجديد ذاتي لأعيد للحياة معانيها,,فلا وقت لدي الآن لأخط سطور على الرمل,,,,,ولن أغدو شمعة تحترق كما تطلب منا الأساطير أن نكون.
عبير هاثم